منتدى الطلبة المغاربة

مرحبابك زائرنا الكريم لتنظم الينابمواضيعك ومساهماتك المرجوا ان تقوم بالتسجيل
وادا كنت تود دلك المرجوا التوجه الى اسفل الصفحة والضغط على ايقونة - اختر منتدى - لتحدد نوع مساهماتك
وشكرا

Rejoignez le forum, c’est rapide et facile

منتدى الطلبة المغاربة

مرحبابك زائرنا الكريم لتنظم الينابمواضيعك ومساهماتك المرجوا ان تقوم بالتسجيل
وادا كنت تود دلك المرجوا التوجه الى اسفل الصفحة والضغط على ايقونة - اختر منتدى - لتحدد نوع مساهماتك
وشكرا

منتدى الطلبة المغاربة

Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
منتدى الطلبة المغاربة

منتدى الطلبة المغاربة يعبر عن اراء وثقافة الطلبة المغاربة بحرية تامة واحترام متبادل


    مقالات عن اصدار الاستاد عبد الكبير عطوف

    abdelilah benghanou
    abdelilah benghanou
    Admin


    عدد المساهمات : 18
    نقاط : 1020870
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 05/01/2011
    العمر : 36

    مقالات عن اصدار الاستاد عبد الكبير عطوف Empty مقالات عن اصدار الاستاد عبد الكبير عطوف

    Message  abdelilah benghanou Mar Mai 03, 2011 2:31 am

    «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف


    تعزز مجال
    الدراسات التاريخية والسوسيولوجية بكتاب جديد يسد جزءا من الفراغ الذي
    تعرفه الدراسات والبحوث في المغرب حول تاريخ الهجرة المغربية، وهو لحد
    معرفتي، الكتاب الوحيد الذي يبحث في الأصول التاريخية للهجرة المغربية من
    إنجاز الأستاذ والباحث عبد الكبير عطوف من جامعة ابن الزهر باكدير،والذي
    صدر تحت عنوان « الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا( 1910-1963 )
    و المنشور بالفرنسية في دار نشر 2009 Chez Connaissances et Savoirs وهو
    في الاصل اطروحة ناقشها الباحث في تخصص التاريخ الاجتماعي المعاصر، تخصص
    الهجرة والذي تم بجامعة بيربينيون .وهو عمل يتتبع تاريخ الهجرة المغربية
    منذ بداية القرن الماضي.
    يقول الدكتور عبد الكبير عطوف حول هذا التاريخ:
    «لا بد من قراءة وتحليل الاستعمار كنظام بنيوي وشامل مس كل بنيات المجتمع
    المغربي، كسر بنيات العلاقات الاجتماعية. ونزع أهم الأراضي الخصبة، ومارس
    عنفا رمزيا وحقيقيا (عسكري،مالي،ايديولوجي ،سياسي واداري...) على الساكنة
    المغربية التي لم يكن لها اختيار اخر الا الانضمام الى الجيش الفرنسي او
    الاسباني أو العمل لدى المعمرين الاوربيين، سواء بالدار البيضاء او
    بالمستعمرة الجزائرية او في فرنسا . بمعنى آخر أنه اصبح للمغاربة اختيار
    هجروي من خلال الاستعمار أكثر من السابق. وهو ما يحيل الى علاقة الارتباط
    المعقدة مع المعاملات النقدية، أي النقود والاجر: فاكتشاف النقود والاجر
    تحت الحماية يمثل عنفا لا يمكن قياسه من حيث الاستلاب وتدمير العلاقات
    الاجتماعية التي تفرض بشكل صارم وضع المشروع الهجروي في خانة مجتمع
    الاستهلاك الحضري.»



    اختار عبد الكبير عطوف 1910 بدل 1912 تاريخ توقيع اتفاقية الحماية كتاريخ
    للحديث عن الهجرة المغربية ،ويبرر الباحث هذا الاختيار بالقول:
    «في الواقع ان سنة 1910 كانت أول مرة نجد فيها أثرا لمهاجرين مغاربة
    بمدينة نانت الفرنسية يشتغلون بأحد المقاولات، رغم أن عددهم لم يكن يتجاوز
    المائة.حسب العديد من الوثائق التي يمكن الاضطلاع عليها.
    وكنا بعيدين عن موجات الهجرة الكثيفة التي انطلقت مع بداية الحرب الاولى
    للمشاركة في مجهود الحرب الذي فرضته فرنسا الاستعمارية: ليوطي اعترف
    بمشاركة حوالي 45 الف جندي مغربي ، دون ان ننسى ما كان يسمى « عمال
    المستعمرات» والذين كان عددهم يناهز 35 الف رجل .والذين اشتغلوا بالمصانع
    الحربية ما بين 1916 و1918، وفي الفلاحة، الأنشطة الصناعية
    والمناجم...والذين تم تشغيلهم من طرف « مصلحة عمال المستعمرات» التي تم
    إنشاؤها سنة 1916 وتم حلها سنتين بعد ذلك. وهو ما يعني انه على الأقل هناك
    85000 مغربي تم تدبيرهم ،تأطيرهم ومراقبتهم من طرف وزراة الحرب الفرنسية
    خلال الحرب العالمية (1914 -1918) . وهي تشكل بداية صفحة جديدة من التاريخ
    الاجتماعي التي تمت كتابتها، مجسدة بذلك انطلاق أولى الهجرات المغربية
    المعسكرة والتي ستكون اساس انطلاق ما يسمى «نمط الاجتثاث العسكري.»
    طبعا هذا الاجتتات العسكري كما ذكر الكاتب سيلعب دورا كبيرا في انطلاق
    موجات الهجرة الكبرى نحو فرنسا واوربا مما سيكسر معه مفهوم الحدود الوطنية
    وسيجعل من الحركية شيئا مبتدلا « لأول مرة يغارد المغاربة بلدهم لإكتشاف
    عالم آخر وفضاء آخر هو فضاء الحرب والحركية والتنقل المستمر. فمن بين 11
    مليونا من سكان شمال افريقيا تم نقل 400000 شخص شكل المغاربة منهم 185000
    على الاقل ،حسب تقديري الشخصي.خلال الحرب الاولى كان عددهم 90 الف مغربي
    و80 الف عسكري خلال الحرب الثانية و15 الف عامل تم انتقاؤهم ونقلوا واطروا
    من طرف وزارة الحرب الفرنسية . وهو رمز قوي يذكرنا ان « الجيش يشكل وسيلة
    استثنائية وابوية لتأطيرالوجدان والاجساد...ينتج ويدمج القيم «
    « كما ان سوسيولوجيي ومنظري واقتصاديي الاستعمار لم ينتظروا ولو يحللوا كل
    تناقضات وانعكاسات الحربين على المجتمعات المستعمرة.مثل مجتمعات شمال
    افريقيا ولم ينتظروا انعكاسات هذه الحروب على السلطة الكولونيالية
    وبنياتها العتيقة.»
    الكاتب حلل في نهاية الفصل الاول انعكاسات هذه الهجرات العسكرية والمؤطرة
    من طرف وزارة الحرب، انعكاساتها على المجتمع المغربي والتي ستفجر موجات
    الهجرة نحو اوربا وفرنسا « ليس من الصدفة ان قدماء العسكريين المغاربة
    عادوا الى فرنسا بعد الحربية للاشتغال كعمال، والذين شكلوا احتياطيا غير
    متناهي لليد العاملة للرأسمال الفرنسي والاوربي.» ص 72

    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في الأربعاء 16 سبتمبر 2009 - 18:29
    السلطات
    الاستعمارية الفرنسية لم تكن شفافة حول عدد المغاربة الذين تم إقحامهم في
    الحرب العالمية الأولى ،وذلك لعدد من الاسباب منها تخوفها من الرأي العام
    المغربي ،بالاضافة الى اعتبارات اخرى يذكرها عبد الكبير عطوف:
    «غياب
    الشفاقية حول الارقام أمر صحيح وهو ما ميز كل المصادر والارشيف المتوفر
    حول عدد الجنود المغاربة المشاركين والذين تم تجنيدهم من طرف فرنسا
    الاستعمارية في اطار المجهود الحربي، وهناك تعارض في الارقام الى حد
    يمكننا الحديث عن» حرب الارقام». وهذا التضارب حول الارقام يمكن تفسيره
    بثلاثة اعتبارات:
    - الاعتبار الاول هو أن المسؤولين العسكريين يريدون دائما الاحتفاظ بسرية الارقام حول الجيش الفرنسي لاعتبارات أمنية.
    - - الاعتبار الثاني أن السلطات الاستعمارية بالمغرب حاولت التقليل من هذا
    الرقم حول عدد الجنود المغاربة حتى لا يتم استعماله او استغلاله من طرف
    الرأي العام الوطني ( بفرنسا أو المغرب ) والدولي حتى لا تتم اثارة الرأي
    العام.
    - الاعتبار الثالت يعود الى ظروف الحرب نفسها، التي فرضت خلال هذه الفترة(
    1914-1918) إلغاء توجه بعض الفرق العسكرية من المغرب نحو اوربا او العودة
    السريعة لبعض القوات المغربية من اوربا نحو المغرب .وفي بعض الاحيان كانت
    هناك ظروف يلفها الغموض، حيث يتم الغاء مهام احد الفرق او يتم احتسابها
    مرتين رغم انه يجب الاعتراف ان هذه الحالة الأخيرة كانت نادرة.
    وقضية الأرقام وعدد الجنود المغاربة المشاركين في الحرب سوف تتكرر اثناء
    الحرب العالمية الثانية 1939 و1945 .هكذا حاول الوطنيون المغاربة استغلال
    واستعمال هذه الارقام حول عدد الجنود المغاربة وعملوا على النفخ في
    ارقامها : حسن الوزاني في مذكراته يتحدث عن 90000 جندي، في حين أن مختلف
    الارشيفات التي تمت دراستها تتحدث عن رقم ما بين 70000 او 80000 جندي
    مغربي مشارك في هذه الحرب.
    هذه الحرب حول الارقام لا تقتصر حول عدد الجنود المشاركين، بل كذلك حول
    عدد القتلى من أجل فرنسا او عدد المصابين بجروح خطيرة.وفرنسا حاولت الحفاظ
    على سرية هذه الأرقام الى حدود نهاية الحرب.وهو ما يعني ان العائلات
    المعنية لم تعرف شيئا عن ابنائها الى نهاية الحرب .هذا بالاضافة ان عدد
    الضحايا ( قتلى،جرحى ومختفون) قد تم التخفيض من عددهم لأسباب ايديولوجية
    وسياسية.»
    على كل حال، فقد غابت الارقام الحقيقية عن عدد المهجرين في هذه الفترة ،
    سواء خلال الحرب الاولى او الثانية، وكل الارقام المتوفرة هي تقديرية كما
    قال الباحث عبد الكبير عطوف ويذكر ببعض هذه الارقام في الصفحة 70:» فمن
    بين 11 مليون من سكان شمال افريقيا تم نقل 400000 شخص، شكل المغاربة منهم
    185000 على الأقل ،حسب تقديري الشخصي.خلال الحرب الاولى كان عددهم 90 الف
    مغربي و80 الف عسكري خلال الحرب الثانية و15 الف عامل تم انتقاؤهم ونقلوا
    واطروا من طرف وزارة الحرب الفرنسية . وهو رمز قوي يذكرنا أن « الجيش يشكل
    ان وسيلة استثنائية وابوية لتأطيرالوجدان والاجساد...ينتج ويدمج القيم «
    هذا يعني ايضا أن الهجرة انطلقت في ظروف تاريخية خاصة في المغرب وارتبطت
    بالحرب الاولى والثانية وشكل العسكريون السابقون جزءا مهما من المهاجرين
    فيما بعد كما يذكر الكتاب.


    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في الخميس 17 سبتمبر 2009 - 16:57

    - فرانكو كان يعد بعض المغاربة الذين يجندهم بأن يؤدي لهم تكاليف فريضة الحج. وكان يوهمهم أن الحرب ضد الجمهوريين هي حرب مقدسة وجهاد
    الموضوع المهم الآخر الذي يطرحه كتاب «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا( 1910-1963 «( هو مشاركة المغاربة من المنطقة الفرنسية بكثافة في الحرب الاهلية الاسبانية. و كيف ظلت هذه الحقيقة في طي الكتمان وخفية سواء بالمغرب او اسبانيا ( اغلبية الجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب الاهلية من مجموع 87000 هم من المناطق التي كانت تحت الحماية الفرنسية وليس من المنطقة الموجودة تحت الحماية الاسبانية (ص 51) وهي حقيقة تغيب عن اغلب المغاربة، سواء بجنوب او بشمال المغرب، والكل كان يعتقد أن اغلب المجندين في هذه الحرب هم من الريف، لكن العكس هو الصحيح ،اغلب من خاضوا الحرب الاهلية الاسبانية حسب ارشيف الكتاب هم من منطقة الحماية الفرنسية.
    «أظن أن العزاء السيكولوجي والتاريخي لهذه الصفحة من التاريخ التي مست المشاركة الكثيفة للمغاربة في الحرب الاهلية الاسبانية ضد الجمهوريين لم يتم سواء بالمغرب او اسبانيا. وحتى يتم هذا العزاء لا بد في البداية من كتابة هذه الصفحة من التاريخ جيدا وقراءة هذه الصفحة بشكل جيد وكامل ، وادارة هذه الصفحة من أجل الذاكرة الجماعية لمختلف الاجيال حتى لا يتم نسيانها وتتم عملية هضمها في ظروف جيدة وبدون تشويه لمضمونها.
    أفضل الحديث عن تاريخ غير معروف وليس خفي كما ذكرت،لأن استقطاب المغاربة لتجنيدهم كان جد مهم ومحفز من طرف الاسبان أكثر من الفرنسيين. إلى حد أن فرانكو كان يعد بعض المغاربة الذين يجندهم بأن يؤدي لهم تكاليف فريضة الحج. وكان يوهمهم أن الحرب ضد الجمهوريين هي حرب مقدسة وجهاد... وهو ما يفسر أن عملية استقطابهم لقت نجاحا كبيرا من جميع الجهات الجغرافية للمغرب وعلى الخصوص المنطقة الواقعة تحت النفوذ الفرنسي «
    ويذكر الكتاب أن النجاح الذي لقيته اساليب الاستقطاب الاسباني والاغراءات المالية اثارت حفيظة السلطات الاستعمارية الفرنسية ووجهت العديد من الاوامر من اجل إيقاف عملية التجنيد هذه، كما يذكر الباحث في كتاب « الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا( 1910-1963 ) .» ص 50 ، لأن هذه الوضعية جعلت عملية التجنيد صعبة بالنسبة للفرنسيين «في احد الرسائل يطلب القائد الاعلى للقوات الفرنسية بالمغرب « مراقبة جد صارمة من طرف السلطات الترابية حول تصرفات المسؤولين عن التجنيد الاسباني بالمغرب واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم « وهو مصدر يعكس ازمة التجنيد من طرف الفرنسيين في نهاية سنة 1920 . والدافع الاساسي لذلك هو التعويضات الاسبانية التي كانت مهمة من اجل استقطاب المرشحين، سواء شمال المغرب او بمنطقة الحماية الفرنسية.» لأن التعويضات التي كان يقدمها فرانكو كانت ضعف ما يقدمه الفرنسيون الى المجندين المغاربة.
    « اغلب المؤرخين الاسبانيين يقدرون عدد المغاربة المجندين في الحرب الاهلية الاسبانية ما بين 50 الف الى 70 ألف جندي وهو ما نقرؤه في مقال لعبد المجيد بنجلون الذي قدر ب 45 في المائة عدد المجندين من الريف الذين حاربوا الى جانب فرانكو» وحسب نفس المصدر، فإن فرانكو نهج سياسة للاستقطاب والتجنيد جد محفزة على جميع المستويات. على عكس بعض الاحكام السائدة، فإن عملية التجنيد الاسبانية اعتمدت بشكل كبير على منطقة الحماية الفرنسية بالمغرب حتى منطقة سوس. عبد المجيد بنجلون الذي قام بتحليل اعمال كارلوس انجيل ( الذي اعتمد هو الاخر على التعويضات التي تقدمها السلطات الاسبانية الى عائلات الجنود المغاربة الموجودة بالجريدة الرسمية للدولة الاسبانية) والذي بين أن اغلبية 87 ألف جندي مغربي الذين شاركوا في الحرب الاهلية الاسبانية هم من المنطقة الفرنسية .»
    بالطبع العديد من المعطيات ما زالت غائبة حول الحرب الاهلية الاسبانية التي تم توريط المغاربة بها ، لأن اسبانيا رغم التحول الديموقراطي الذي شهدته لم تقرر بعد فتح هذا الجرح الاسباني الذي يعني جزءا من المغاربة.


    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في الجمعة 18 سبتمبر 2009 - 17:50
    *
    الساكنة المغربية لم يكن لها اختيار آخر الا الانضمام الى الجيش الفرنسي
    او الاسباني او العمل لدى المعمرين الاوربيين ،سواء بالدار البيضاء او
    بالمستعمرة الجزائرية او في فرنسا.
    *الحرب العالمية الاولى في السياق الكلونيالي كانت هي العامل الذي فجر موجة الهجرة المغربية نحو فرنسا .
    يقول عبد الكبير عطوف أن « تنقل السكان كانت ظاهرة دائما موجودة. لكن على
    عكس ذلك، ألاحظ شيئا عاديا.قبل استعمار المغرب كل اشكال الهجرة التي عرفها
    المغرب، كانت محدودة، فقط مع المرحلة الاستعمارية يمكننا الحديث عن هجرة
    مغربية بالمعنى السوسيولوجي والتاريخي للكلمة .وقد عشنا الموجات الكبرى
    للهجرة التي ستؤسس لأولى الموجات الهجروية بين المغرب وفرنسا اثناء الحرب
    الاولى (1914-1918) بداية، وبعد ذلك في مرحلة مابين الحربين. هذه الوضعية
    ارتبطت بالاستعمار وكانت اساس الموجات الكبرى للهجرة التي لم يعرفها تاريخ
    المغرب المعاصر قبل سنوات 60 و70 من القرن الماضي .
    لا بد من قراءة وتحليل الاستعمار كنظام بنيوي وشامل مس كل بنيات المجتمع
    المغربي، كسر بنيات العلاقات الاجتماعية. ونزع أهم الاراضي الخصبة، ومارس
    عنفا رمزيا وحقيقيا (عسكري،مالي،ايديولوجي ،سياسي واداري...) على الساكنة
    المغربية التي لم يكن لها اختيار اخر الا الانضمام الى الجيش الفرنسي او
    الاسباني او العمل لدى المعمرين الاوربيين سواء بالدار البيضاء او
    بالمستعمرة الجزائرية او في فرنسا . بمعنى اخر انه اصبح للمغاربة اختيار
    هجروي من خلال الاستعمار أكثر من السابق. وهو ما يحيل الى علاقة الارتباط
    المعقدة مع المعاملات النقدية اي النقود والاجر: فاكتشاف النقود والاجر
    تحت الحماية يمثل عنفا لا يمكن قياسه من حيث الاستلاب وتدمير العلاقات
    الاجتماعية التي تفرض بشكل صارم وضع المشروع الهجروي في خانة مجتمع
    الاستهلاك الحضري.
    بشكل عام كل هذه الهجرات المغربية اتجهت من الجنوب في اتجاه شماله ( في
    انتظار تواصلها نحو الخارج) خاصة الدار البيضاء التي عرفت أحياء الصفيح في
    ظل الاستعمار منذ سنوات 1930 و1932 . وظهور وبروز احياء الصفيح كان نتيجة
    السياسية الاستعمارية من اجل امتصاص المهاجرين كنتيجة حتمية لنزع أراضيهم
    و اغتصابها من طرف الاستعماراوهروبا من حرب « التهدئة») 1934-1936( التي
    عرفها الجنوب المغربي .»
    الحضور الاستعماري الفرنسي والاسباني بالمغرب كانت له انعكاسات كبيرة على
    جميع المستويات وادى على الخصوص الى عمليات تهجير كبرى لسكان وتفقير لسكان
    وتدمير بنياتهم الاجتماعية بفعل سياسة تخذم مصالح المستعمر ففي اقل من 30
    سنة تم توريط المغاربة في حربين عالميتين وفي الحرب الاهلية الاسبانية
    بالاضافة الى نقل المجندين المغربة الى مناطق اخرى من العالم مثل الفتنام.
    وكتاب الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا) 1910-1963 ( يذكر
    العديد من هذا الانعكاسات.» خلال فترة الاستعمار الفئات الشعبية المغربية
    تم تدميرها وتفقيرها . ولكي لا تموت من الجوع لم يكن لها من اختيار الا
    الهجرة الى مختلف الاوراش الاستعمارية الفرنسية سواء بالمغرب او بالجزائر
    او الجوء الى المؤسسة العسكرية.هكذا كسب المغاربة تجربة كبيرة في الحركية
    الجغرافية والاجتماعية. حركية وتمركز القوات العسكرية في الجهات الاربع
    للمغرب وكذلك بالخارج ادت الى الرغبة في الاستقرار بالمدن الكبرى واعتماد
    النقود . سواء من اجل الاستهلاك اومن أجل شراء الاراضي التي استولى عليها
    المستعمر الحاجة الى النقد اصبح اكثر من ضرورية. وهي القوة الخفية التي
    تدفع المرشحين المحتملين للهجرة او الى التجنيد العسكري وحتى خارج الحدود».


    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في السبت 19 سبتمبر 2009 - 15:22
    الهجرة
    السوسية ظلت الخزان الأساسي للهجرة المغربية نحو فرنسا خلال سنوات 1920
    الى 1970 . فقط ابتداء من سنة 1965 الى 1970 دخلت مناطق مغربية اخرى
    لمنافسة سوس وهي منطقة الدار البيضاء ومنطقة الريف.واذا كانت الهجرة
    السوسية تكاد تقتصر على الهجرة الى فرنسا، فإن هجرة منطقتي الدار البيضاء
    والريف هي الاكثر تشتتا فى البلدان الاوربية وباقي العالم
    السلطات
    الاستعمارية الفرنسية قامت بتهجير السكان من الجنوب اكثر من باقي المناطق
    المغربية وتعددت اسباب ذلك والتي يشرحها الاستاذ عبد الكبير عطوف بالقول :
    «أولا سكان المغرب الجنوبيون هم الاكثر تعودا على التنقل.وهذه الساكنة
    مارست التجارة مع سكان الصحراء الكبرى ومع سكان شمال أفريقيا منذ عدة قرون
    قبل وصول الاستعمار. المهاجرون من اصل سوسي هاجروا واشتغلوا : بالمناجم ،
    الموانئ، الفلاحة والورشات الكبرى للاستعمار الفرنسي منذ استعمار الجزائر
    سنة 1830 وتونس سنة 1880و1881 .
    ومن المؤكد ان الموجات الكبرى للهجرة المغربية من الجنوب هي موجهة
    لإعتبارات ايديولوجية، سياسية وعسكرية واضحة. هكذا فإن المقيم العام
    الفرنسي الجنرال ليوطي (1912-1925 ) الذي عرف عنه
    كتكتيكي،وتقني،وديبلوماسي ومنظر للاستعمار ،فرض من خلال ظهير شريف منذ 23
    مارس 1918 ان يكون استقطاب المرشحين للهجرة نحو فرنسا مقتصرا على الجنوب
    المغربي. وهي الطريقة الانسب « الى عودة الهدوء الى هذه المناطق من خلال
    اعطاء الأهالي عملا معوضا عنه واخراجهم من حالة التمرد» . يعترف ليوطي ،
    بشكل واضح، انه يريد استعمال الهجرة لفسخ العلاقات الاجتماعية وتكسير
    المقاومة الصلبة التي شهدها الجنوب المغربي والذي لم يعرف « التهدئة»  الا
    بين 1934 و1936 .
    في النهاية، فإن ميزة التخصص والتوجيه لهذه الهجرة من الجنوب المغربي هي
    التي ستطبع تاريخ الهجرة السوسية التي ظلت الخزان الاساسي للهجرة المغربية
    نحو فرنسا خلال سنوات 1920 الى 1970 . فقط ابتداء من سنة 1965 الى 1970
    دخلت مناطق مغربية اخرى لمنافسة سوس وهي منطقة الدار البيضاء ومنطقة
    الريف.واذا كانت الهجرة السوسية تكاد تقتصر على الهجرة الى فرنسا، فإن
    هجرة منطقتي الدار البيضاء والريف هي الاكثر تشتتا فى البلدان الاوربية
    وباقي العالم. هذه الوضعية يمكن شرحها (من خلال إحصائيات صحيحة وموثوق
    بها) من خلال العلاقات التاريخية التي تطرقت لأهم محاورها والتي شرحتها
    بشكل مفصل داخل كتابي المنشور وكذلك من خلال الاطروحة الجامعية التي تتضمن
    تفاصيل اكثر».
    وفي هذا الاطار نجد عددا من المعطيات حول مصدر الهجرة المغربية بفرنسا
    خصوصا في الفصل المخصص لذلك بكتاب الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو
    فرنسا 1910-1963 ،هكذا يتحدث في الصفحة 114 « عن الوضعية الجغرافية لمناطق
    الانطلاق التي تنحصر في الجنوب المغربي.وضلت مستقرة طوال الفترة ما قبل
    1942 .وكان لا بد من انتظار نهاية الحرب العالمية الثانية وتسريح قدماء
    الجنود المغاربة الذين عادوا الى فرنسا من أجل الحديث عن تعميم الهجرة الى
    فرنسا من مختلف مناطق المغرب. في انتظار ان تصبح كل المناطق المغربية
    ممثلة بفرنسا في حدود سنوات 1950-1960 . ويمكننا التأكيد ان الجنوب يكاد
    يحتكر تمثيل المغرب في مجال اليد العاملة في حين ان باقي المغرب المستعمر
    هو ممثل في الجيش... عندما نضطلع على خريطة التجنيد سنجد ان سهول شمال
    المغرب وجبال الاطلس المتوسط تعطي الجنود، سبيسية، والغوم في حين ان مناطق
    سوس والاطلس الصغير كانت خزانا حقيقيا لليد العاملة بالنسبة للباطرونا
    الاوربية المستقرة بالمغرب والجزائر وكذلك المشغلون بفرنسا.»
    لكن خريطة مناطق الانطلاق حول فرنسا شهدت تحولات كبرى اليوم.




    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في الخميس 24 سبتمبر 2009 - 18:12


    10 % من سكان المغرب يقطنون بالخارج. هكذا نحن أمام ملاحظة جد هامة،
    باستثناء تركيا، فإن الهجرة المغربية هي الأكثر انتشارا عبر العالم.
    مشاركة المغاربة في الحرب العالمية الأولى والثانية سواء كعمال أو جنود لم
    تمر بدون انعكاسات، ويتحدث لنا عبد الكبير عطوف عن أهمها بالقول:«
    انعكاسات مشاركة المغاربة في حربين عالميتين كانت كبيرة وأساسية على أكثر
    من مستوى. لابد من الإشارة الى مؤسسة الموجة الأولى للهجرة بين المغرب
    وفرنسا وكذلك أوروبا والتي هي أصل تطور كل الهجرات المغربية السابقة لما
    نشهده اليوم. ونتيجة ذلك هو أننا نشاهد اندماج الهجرة المغربية في المشهد
    العالمي، ويمكننا الحديث عن هجرة دولية أو عالمية تتجاوز اليوم عدد 3
    ملايين و500 ألف يعيشون بالخارج، وهو ما يشكل 10 % من سكان المغرب
    المحليين. هكذا نحن أمام ملاحظة جد هامة، باستثناء تركيا، فإن الهجرة
    المغربية هي الأكثر انتشارا عبر العالم».
    «أمر آخر أساسي ومهم هو أنه لأول مرة يكتشف آلاف المغاربة حرب عصرية
    لمجتمع استهلاكي مثير، أفكار جديدة تزحزح الوعي الجماعي. هكذا فإن إقامة
    الجنود و «العمال الكولونياليين » « travailleurs coloniaux » )كما كانت
    تتم تسميتهم( في فرنسا وأوربا كان مفيدا على جميع الواجهات. خاصة من خلال
    بروز وعي اجتماعي وسياسي لديهم لا يمكن لأي مدرسة «تعليمهم» أياه.»
    «من النتائج أيضا التي ترتبت عن هذين الحربين العالميتين هو هزيمة فرنسا
    في شهر ماي 1940 . وفهم المغاربة من خلال ذلك أن فرنسا ليست بلدا لا
    يهزم،وأن استقلال المغرب لن يتم إلا بالأسلحة في اليد أي المقاومة.
    والفترة الاساسية في التوجهات الوطنية وجدت شرعيتها في وثيقة المطالبة
    بالاستقلال في 11 يناير 1944 . وعلينا أن لا ننسى أن العديد من المغاربة
    المشاركين في«الجيش الفرنسي شاركوا في عملية المقاومة المسلحة ضد معمري
    الشمال والجنوب. في سنوات 1953- 1955 وحتى بعد استقلال المغرب من أجل
    تحرير المناطق الصحراوية التي كانت تحتلها إسبانيا.»
    طبعا كما تحدث الكاتب، فإن المشاركة في الحربين كانت لها انعكاسات عديدة
    خلفت تأثيرات عميقة على المجتمع المغربي أهمها ظاهرة الهجرة التي ترسخت
    وجعلت من المغاربة من أكبر الشعوب المهاجرة اليوم.
    كما أن صورة فرنسا سياسيا تغيرت رذ لم تعد الإمبراطورية التي لا تقهر بعد
    انهيار 1940 كما سماه الراحل جاك بيرك والانزال الامريكي بالمغرب، هذه
    كلها معطيات غيرت من صورة المغاربة نحو فرنسا. هذا دون الحديث عن
    الانعكاسات الاقتصادية للحرب والخصاص في المواد الغذائية التي عانى منها
    المغاربة في هذه الفترة.
    كما أن المغرب كان أداة حربية في يد فرنسا في هذه الفترة «بفضل المغرب
    نطور ونشكل خزان حرب الذي يمكن من تمويل العمليات الحربية ... بفرنسا
    الحياة التجارية مشلولة... وبفضل قمحه وفوسفاطه نضع ثروته رهن إشارتنا...»
    الانعكاسات السوسيواقتصادية لهذه الفترة كانت جد دراماتيكية على أغلبية
    المغاربة الذين عانوا من الجوع، والفقر وتزايد الضرائب غير العادلة وكل
    أشكال الاستغلال والسيطرة والاستلاب.فرنسا دفعت بسيرتها الى أقصى الحدود
    والوضعية الاجتماعية والاقتصادية عرفت تحولات عميقة في الحرب العالمية
    الثانية. مما أدخل عددا كبيرا من المغاربة في صفوف البروليتاريا .المجتثة
    والتي لم يكن لها من اختيار إلا الاتحاق بالجيش أو الهجرة وفي كل الحالات
    التاريخ شهد تطورا جديدا خاصة في مجال التطور الاجتماعي.»
    في الفصل الذي يتطرق لهذه الانعكاسات يقول الكاتب «لقد شارك حوالي 350000
    مغربي في حرب «التهدئة» التي قامت بها الحمايتين (الفرنسية والإسبانية
    بالمغرب) والذين شاركوا في مجهود الحربين العالميتين سواء كجنود أو كعمال،
    دون نسيان مشاركة الجنود المغاربة في الحرب الفرنكوية. والاجتثاث الذي
    تعرضوا له كان من نوع خاص جدا هو اجتثاث عسكري. وليس صدفة أن عددا كبيرا
    من قدماء العسكريين عادوا للعمل بفرنسا بعد الحرب كمجرد عمال، والذين سوف
    يشكلون خزانا لا متناه من اليد العاملة سواء للرأسمال الفرنسي أو الأوروبي.




    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في الجمعة 25 سبتمبر 2009 - 17:13
    الهجرة كانت من
    الوسائل التي استعملها ليوطي من أجل إضعاف منطقة الجنوب والمقاومة الشرسة
    التي أبدتها تجاه الاستعمار حتى حدود منتصف عقد التلاثينات.
    يقول عبد الكبير عطوف» ليوطي وجه وسهل الهجرة وخص بها منطقة الجنوب مع منع
    الهجرة من باقي المناطق المغربية الاخرى حتى 1918 . هذا التوجيه والتحكم
    هو ناتج في نفس الوقت على المقاومة القوية التي قامت بها هذه المنطقة ضد
    فرنسا والتي لم تعرف»التهدئة». والهجرة كانت أحد الوسائل من أجل تكسير
    العلاقات الاجتماعية وتسهيل السيطرة الكولونيالية . الباحثة جواني راي لم
    تتردد في القول «ان كل سوسي يهاجر الى فرنسا هوبمثابة بندقية يفقدها
    الجنوب المغربي.»
    - المقيم العام الفرنسي ليوطي استعمل الهجرة لفسخ العلاقات الاجتماعية
    وتكسير المقاومة الصلبة التي شهدها الجنوب المغربي والذي لم يعرف «
    التهدئة»  الا بين 1934 و1936
    لكن التساؤل الكبير هو،هل هذه الهجرة التي لم تكن دائما مختارة هي التي
    تجعل مشروع العودة الى البلد هي الحلم الذي يراود المهاجر باستمرار؟
    حول أسطورة العودة (في الصفحة 109 ) التي تعتبر اهم الاشكالات الاساسية لأدبيات الهجرة، يقول عبد الكبير عطوف:
    «في البداية يكون المشروع الهجروي مؤقت دائما والنتيجة ان العودة تكون
    حاضرة في مخيل المهاجر. لكن مع الاجتثات وطول فترة الاقامة في الهجرة
    .العودة لا يمكن الا ان تتحول الى أسطورة في اتجاه ان «قوة العادة»
    و»تأثير الهجرة» تلعب دورا في المحافظة على المهاجر في نفس الوضع، أي
    الاقامة بالهجرة واستمرار المؤقت في المنفى.
    هذه القضية تم تحليلها بشكل جيد من طرف السوسيولوجي عبد المالك الصياد في
    احد كتبه الاساسية « الاجيال الثلاثة للهجرة الجزائرية» الذي صدر سنة 1977
    والذي لا زال لم يتجاوز بعد، نظرا لعلميته التي يمكن تطبيقها على كل
    الهجرات الكولونيالية . لأنه في النهاية، اسطورة العودة هي من احد ثوابت
    تاريخ الهجرة».
    وحول ذلك نقرأ في كتاب « الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا)
    1910-1963 («الهدف الاساسي لكل مشروع هجروي، سواء على المدى القصير او
    المتوسط هو قبل كل شيء الادخار الى اقصى عدد من النقود من اجل العودة من
    اجل شراء المواشي والارض ( المنزوعة من طرف الاستعمار) كرمز للانتصار «
    الخروج من الحياة القروية» التي تسبب فيها اساسا الاستعمار. لكن الوضع
    الاقتصادي غير الملائم منذ الحربين والذي أدى بدوره الى تراخي العلاقات
    الاجتماعية: التضخم،قوة التعود في الوسط المهاجر،والاندماج كلها عوامل
    تدفع الى تأجيل المشروع الاساسي للمهاجر (العودة) وتجعله يعيش على وهم
    المؤقت.هذا المؤقت الذي يمتد سنوات وسنوات حتى تتحول هذه العودة الى
    أسطورة،رغم أن هذه العودة حلم وامنية.والذي يقوم المهاجر بتخيل سيناريو
    العودة عدة مرات.سواء عن طريق التخيل او عن طريق الذاكرة. ومن خلال هذا
    السلوك المتنوع انه لم يقطع صلته بالاقارب، لكن مسار الاستلاب قد تم بقوة
    الاشياء.
    المهاجر المغربي في هذه الظروف لا يقوم الا «بالعدو وراء المال»النقود
    والاجرة التي تعيد «ولادته» « تحييه» والتي تعطي « الشرعية» وجوده بفرنسا
    : بيانات الاجرة التي تطلبها الادارة ومختلف المصالح الاجتماعية هي هناك
    لتذكره باستمرار بالقيمة الاساسية للاجر،وهي الوسيلة التي تثبت ان المهاجر
    المعني لم يسرق من اجل العيش « بشكل جيد» وانه «ربح عيشه»بالعمل الدؤوب.»ص
    109
    لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا بعد اختفاء الجيل الاول هو: هل الاجيال
    اللاحقة مازالت تطاردها اسطورة العودة، ام انها انتهت مع الجيل الاول؟
    ثمانية عقود من تحويلات
    المهاجرين نحو بلدهم
    - توجد تقاليد للهجرة بالجنوب المغربي منذ القرن 19 ،رغم أن ذلك يتناقض مع
    الثقافة التقليدية المغربية التي تعتبر مغادرة أرض الاباء والهجرة « حشومة
    « وعار . بالنسبة لعبد الكبير عطوف إن « التقاليد الهجروية لسكان جنوب
    المغرب ( خاصة سوس) ليست في حاجة إلى البرهنة، خاصة أمام الأوجه السوسيو
    اقتصادية وحتى السياسية بالنسبة للبعض التي هي اقوى من «العار» او « حشومة

    لكن العار بالنسبة للمهاجر، أي مهاجر هو عدم تمكنه من بناء وضع اجتماعي لم
    يكن يتوفر عليه او فقده لعدة اعتبارات. هكذا فإن الإحساس بالعار لا وجود
    له بالنسبة لمشروع هجروي له القدرة على اخراج الالاف من الناس من الفقر
    المادي والمعنوي ومن العزلة، ما دامت الهجرة هي وسيلة اللقاء بامتياز،
    للاكتشاف،المغامرة الانسانية والحلم. ...
    المهاجر لا يغادر «أرض الآباء» بل ايضا اصدقاءه، مجاله الثقافي وفضاءه
    الرمزي .. وينغرس في فضاء آخر ليس هو فضاؤه : مجتمع اخر مليء بالغرائب،
    ليست له نفس المرجعية والرموز الثقافية.
    لكن التحدي بالنسبة للمهاجر « المنفي « هو كبير لتجاوز وضع اجتماعي ضعيف
    ومتجاوز من اجل الانتصار على عقدة العار السيكولوجي والاجتماعي.
    هذا «العار « لا بد ان يمر الى مستوى ادنى من أجل فتح الطريق الى النجاح
    الهجروي المراد او المنتظر من خلال الهدايا واموال الهجرة التي يتم بعثها
    الى البلد الى «أرض الاباء» التي اصبحت في حالات كثيرة مرتبطة باموال
    الهجرة.»
    وفيما يخص الأجر، يبقى هو المحرك الأساسي لكل مشاريع الهجرة، حيث انه كان
    هناك فرق كبير في الأجور بين فرنسا والمغرب وهو ما يشير اليه الكتاب في ص
    105 :« الفرق في الاجور بين فرنسا والاجور التي يتم اعطاؤها بشمال افريقيا
    هو جد مهم : كان الأهالي يحصلون على 5 و7 فرنكات في اليوم خلال سنة 1927و
    8 حتى 12 فرنكا في اليوم سنة 1929، في حين ان رفاقهم في الضاحية الباريسية
    يربحون 7 الى 8 مرات أكثر منهم ويمكنهم ان يضاعفوا هذه الارباح اذا
    اشتغلوا بالقطعة. هكذا يمكننا ان نتصور صورة الهجرة للعمل بفرنسا لدى
    السوسيين الذين يخبرهم المشغلون ان يوم عمل بفرنسا يوازي اسبوع من العمل
    بالمغرب « واذا كانت الاجور مرتفعة لابد من وضعها في اطارها لغلاء المعيشة
    بفرنسا دون نسيان الثمن الذين يتم اداؤه من طرف هؤلاء المهاجرين( قسوة
    العمل) بالنسبة للعمال المغاربة الذين يظلون في نفس المستوى الاجتماعي وفي
    ظروف جد صعبة. هذا بالاضافة إلى ان الاجور التي يحصلون عليها بفرنسا اقل
    ما يحصل عليها زملاؤهم من العمال الفرنسيين .وجون لاي لا يمكنه الا
    الاعتراف بهذا الوضع عندما يكتب « المغربي ،بصفة عامة، ليس الا عاملا...
    وأجره هو الادنى بين الاجور ولا يحصل على التعويضات العائلية» هذه الشهادة
    تعكس الوضعية سنة 1936و1937 .وتعكس حسب عبد الكبير عطوف وضعية العامل
    القادم من المستعمرة. هناك ايضا الاختلاف في الاجور بين المناطق والمدن
    وكذلك بين المدن والقرى.
    من هنا تظهر مختلف الاكراهات التي تعترض المهاجر الذي يقوم بتضحيات كبيرة
    من أجل العمل بفرنسا،لكنه في نفس الوقت يتعرض للاستغلال ويتلقى اقل اجر
    ممكن ويحرم من التعويضات العائلية . خاصة ان هدف المهاجر ( لأسباب
    اقتصادية) كما يقول الكاتب «في بداية مرحلته الهجروية يعمل على اقتصاد
    اكبر قدر ممكن من النقود من أجل ارسالها الى العائلة التي ما زالت بالبلد.»
    وحسب جون راي فإن « السوسي لا يصرف اكثر من نصف اجره الذي يمكن ان يصل الى
    11000 الى 12000 فرنك سنويا. ويضع كل شهر جانبا 500 فرنك .. سنة 1930
    حوالي 1381 عاملا مغربيا بفرنسا حصلوا على 5789000 .» ومن خلال عملية
    حسابية بسيطة فكل واحد منهم حصل على 4171 فرنكا وفي نفس السنة فإن الخزينة
    الخاصة بالجيش حولت 6 ملايين فرنك للاهالي بسوس»
    هكذا بدأت قصة تحويلات المغاربة بالخارج نحو عائلاتهم، هذه التحويلات التي
    تصل اليوم الى 5 ملايير اورو والتي أصبحت موردا أساسيا للاقتصاد المغربي.
    ومنذ حوالي 8 عقود لم تكن تتجاوز بضعة ملايين من الفرنكات.

    _________________


    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف بديعة في السبت 26 سبتمبر 2009 - 21:33
    الهجرة السرية
    هي ظاهرة جد قديمة بالمغرب كما اشار اليها كتاب « الأصول التاريخية للهجرة
    المغربية نحو فرنسا 1910-1963 منذ عشرينات القرن الماضي).قضية سيدي فروخ
    اوهو اسم الباخرة التي اشتهرت في ذلك الوقت ورددتها وسائل الاعلام بعد موت
    العديد من المهاجرين السريين المغاربة في احد البواخر( ص 154) للاسف
    الظاهرة ما زالت مستمرة حتى اليوم وبالنسبة لعبد الكبير عطوف الهجرة
    السرية «لا يمكننا ان نعتبرها «قدرا» بل انا افضل تسميتها بثوابت الهجرة
    الدولية، والمغرب لا يمكنه ان يفلت من هذه القاعدة التي طبعت التاريخ
    الاجتماعي عامة. وعلينا ان نعرف ان تاريخ الانسانية هو تاريخ الهجرات سواء
    معترف به او «سري» (مثال الولايات المتحدة الامريكية ، كندا واستراليا ).
    والمفهوم الذي ينعث الهجرة بالسرية ليس محايدا والهجرة «السرية « يمكن
    اعتبارها ايديولوجية سياسية خاطئة .سوف اشرح ما اريد قوله: على المستوى
    المنهجي والابستيمولوجي نطرح السؤال التالي : فمقارنة مع ماذا يمكن ان
    نتحدث عن السرية؟ ومن هو السري ؟ المهاجر نفسه،الهجرة او المسؤولون عن
    سياسية الهجرة ( دول الاصل ودول الاستقبال) او المٌشغلون ..ألخ.
    في الحقيقة اذا اخذنا الهجرة المغربية الى فرنسا والتي اشتغلت عليها حوالي
    20 سنة ، ماذا نلاحظ؟ لا بد من القول ان انطلاق الهجرة المغربية كان سريا
    ( بنسبة 50 في المائة حتى حدود عقد 60) لكن اقامة هؤلاء المغاربة وعملهم
    لم يكن كذلك لأن الدولة الفرنسية كانت «تسوي «وضعهم القانوني سواء بشكل
    فردي او جماعي.
    بعد اقامة قصيرة كان هؤلاء المغاربة يحصلون على الاوراق اللازمة ،وبدون
    تواطؤ المشغلين بفرنسا، فإن الحصول على الاقامة هو غير ممكن. ان المشغل
    الذي لا يمر بالمكتب الوطني للهجرة( 1945-1988) ومكتب الهجرة الدولية منذ
    1988 لكي لا يؤدي مستحقاته للدولة، وهنا نجد ان هؤلاء ارباب العمل هم
    الذين يوجدون في وضع غير قانوني وسري ويصنعون ما يسمى بالهجرة السرية.
    ولا بد من الاشارة كذلك الى نفاق الدولة الفرنسية التي تجرم الهجرة دون
    المشغّلين الذين لم يتعاملوا بشفافية. وتاريخ فرنسا مليء بالتسويات التي
    يطلق عليها اسم استثنائية، بيد أنها بنيوية. هكذا تتم تسوية ما يسمى
    ب»السريين» كل عشر سنوات ونقوم بتسوية هذه الهجرة كلما أصبحت بارزة
    بالنسبة للرأي العام . بعض السياسيين يعتقدون، وهم مخطئون في ذلك ، ان
    التسوية تجنب المهاجرين المعنيين بالامر اللجوء الى « السرقة « من أجل «
    الاكل». لكن هؤلاء السياسيين لا يقولون لنا ان بعض القطاعات ( البناء ،
    قطاع المطاعم والنسيج ..) لا يمكنها الاستمرار ومواجهة المنافسة التي
    أصبحت عالمية بدون هؤلاء المهاجرين الذين يساهمون في دينامية الاقتصاد (
    الموازي).»
    طبعا تاريخ الهجرة المغربية نحو فرنسا واروبا منذ قرن لا يمكن فصله عن
    الهجرة السرية والتي تحفها العديد من المخاطر والفواجع كما هو وارد في
    كتاب « الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا( 1910-1963 ) ص
    134،للاسف هذه الانطلاقات السرية لا تمر دون مخاطر. البعض يموتون في
    الطريق،والبعض الاخر تعتقله الشرطة، او تتم معاقبتهم بالسجن وذعائر بآلاف
    الفرنكات، سواء بفرنسا أو بالمغرب. دون الحديث عن بعض الفواجع التي تخلفها
    بعض الحوادث او الكوارث.كالكارثة التي سمتها الصحافة في ذلك الوقت «قضية
    سيدي فروخ» وتم حولها عدد كبير من المقالات منذ خروجها الى العلن عن طريق
    الصحافة: ففي 26 ابريل سنة 1926 تم اكتشاف عدد من جثت لمهاجرين مغاربة
    مخنوقين داخل حاوية الباخرة التي تم اغلاقها خلال عاصفة بحرية.وهي باخرة
    سيدي فروخ التي كانت تربط الجزائر بمدينة مرسيليا.الصحافة في ذلك الوقت
    (ايمانيتي، بوتي مارساي ) تحدثت عن جثث حوالي 10 الى 30 شمال افريقي. وهذا
    الحادث هو دليل على الدراما الانسانية الفردية والجماعية التي ميزت تاريخ
    انطلاق الهجرة المغربية.»
    « لابد من القول ان القوانين المجحفة وسلطة الباطرونا والمعمرين الاوربيين
    بالمغرب، كانوا يؤثرون ويوقفون ويمنعون الهجرة نحو فرنسا للتوفر على « جيش
    من الاحتياط» رهن اشارتهم وبثمن بخس وهو ما شجع الهجرة السرية. وهي وضعية
    كانت تحرم جزءا كبيرا من المغاربة من حرية الهجرة والتنقل.»
    وبعد قرن من انطلاق الهجرة المغربية نحو فرنسا واوربا ما زالت الهجرة السرية حاضرة بكل فواجعها ومآسيها
    استمرار الهجرة بعد استقلال المغرب
    وراء تزايد وتيرة الهجرة المغربية نحو الخارج: يمكنني أن أشير إلى تفسخ
    العلاقات الاجتماعية بفعل العنف الذي مارسه الاستعمار والتطور الحضري
    استمرت الهجرة المغربية نحو أوربا بعد الاستقلال وسبب تضاعفها يقول عبد الكبير عطوف:
    «هناك عوامل عديدة كانت وراء تزايد وتيرة الهجرة المغربية نحو الخارج:
    يمكنني أن أشير إلى تفسخ العلاقات الاجتماعية بفعل العنف الذي مارسه
    الاستعمار والتطور الحضري الذي لا يمكن فصله على انتشار التعامل بالنقود
    والأجر الذي بدا يتعمم رويدا رويدا.في هذه الظروف برزت علاقات اجتماعية
    جديدة وسلوكات لا تجد اية شرعية وجودية لها الا في المجتمعات الاستهلاكية
    التي عكستها الهجرة الى المدن المغربية الكبرى ( في البداية الدار
    البيضاء) وبعد ذلك نحو الخارج وعلى الخصوص نحو فرنسا التي تعتبر علاقاتها
    التاريخية مع المغرب غير محايدة ونصف الهجرة المغربية باوربا هي مركزة
    بهذا البلد المستعمر القديم.
    وعمليا،أن أول اتفاق لليد العاملة بين المغرب وفرنسا تم توقيعه سنة1963
    وهو الذي كان احد عوامل ارتفاع نسبة هذه الهجرة.هذه الاتفاقية كان لها دور
    ادماج المغاربة بشكل نهائي في الرأسمال العالمي . لهذا الاعتبار فإن
    الهجرة المغربية هي مشتتة عبر العالم ( مثل الهجرة التركية) على خلاف
    الهجرة الجزائرية المركزة بفرنسا التي تعتبر وجهتها الوحيدة ( 90 في
    المائة).
    وعلينا الا ننسى السياسة الاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي نهجها
    النظام في سنوات الستينات والسبعينات والتي عكستها أحداث الريف 1958-1959
    واحداث 1963- 1965 : التظاهرات وعمليات التقتيل التي شهدتها مدينة الدار
    البيضاء واختطاف واغتيال المهدي بنبركة في 29 اكتوبر 1965 . في هذه
    الظروف، زد على هذا سياسة « المغربة «التي افرغت من محتواها و استفاد منها
    المخزن ونخبته ( هذا الوضع حلله بشكل جيد و جميل جدا جون واتيربوري في
    كتابه امير المؤمين ، الملكية المغربية ونخبتها» . (والهجرة كانت الوسيلة
    الوحيدة لآلاف المغاربة المنحدرين من الفئات الشعبية.»
    لنعد الى اول اتفاقية لليد العاملة بين المغرب وفرنسا سنة 1963والتي كانت
    تضم نوعين من شكلين من التعاقد :»تعاقد مجهول» وتعاقد اسمي.» التعاقد
    الاول كان يقوم المغربة من خلاله القيام بالاختيار الاولي للمرشحين للهجرة
    ليأتي بعده دور السلطات الفرنسية من خلال المكتب الوطني للهجرة الذي كان
    يتوفر على فرع له بالدار البيضاء منذ 1946 .وبشكل عام الاختيار النهائي
    كان يعود الى الطلبات التي يقدمها المشغلون الفرنسيون.
    أما العقد االشخصي للعمل يتوصل به المرشح من طرف المكتب الوطني للهجرة
    ،وفي غالب الاحيان يكون المستفيدون تم اقتراحهم من طرف احد الاقرباء او
    الاصدقاء الى المشغل . هذه الطريقة في التعاقد بدأت منذ عهد الاستعمار،
    ويقول عبد الكبير عطوف، ان لها انعكاسات خطيرة على الجنوب المغربي .مثل ما
    حدث في منطقة سوس التي تم افراغها من السكان الذكور و النشيطين مهنيا.في
    هذه الظروف لا يمكن للمغرب توجيه الهجرة الى المناطق الاكثر تضررا
    بالبطالة.لكن رغم ذلك تمكنت السلطة من توجيه الهجرة الريفية الى اوربا
    لأسباب سياسية من اجل امتصاص الغضب في هذه المناطق والتي تميزت بالاحتجاج
    بشكل دائم.»
    كتاب « الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا 1910-1963 يعيب على
    السلطات المغربية عدم الدفاع عن حقوق المهاجرين المغاربة من خلال
    الاتفاقيات التي تعقدها مع العديد من الدول .ويلاحظ الكاتب ان الاتفاقية
    مع فرنسا كانت تعكس العلاقة بين المستعمر والمستعمر ويعطي احد الامثلة على
    ذلك وهو ان العمال المغاربة بفرنسا الذين تركوا ابناءهم بالمغرب لم
    يستفيدوا من التعويضات العائلية الا في سنة 1981 رغم ان الاتفاقية وقعت
    سنة 1963 بين المغرب وفرنسا.ورغم ان هؤلاء العمال يؤدون الضرائب وكذلك
    اشتراكهم في الضمان الاجتماعي.ليضيف ان هذه الاتفاقية كانت تدخل في اطار
    السيطرة الاجتماعية،الاقتصادية والثقافية .وتساءل لماذا لم يستعمل المغرب
    ورقة الفوسفاط كما استعملت الجزائر ورقة الغاز والبترول في دفاعها عن
    مصالح عمالها بفرنسا؟

    _________________




    رد: «الأصول التاريخية للهجرة المغربية نحو فرنسا» لعبد الكبير عطوف

    مُساهمة من طرف ابن رشد في الإثنين 28 سبتمبر 2009 - 14:03
    العوامل المحفزة للهجرة يا اخت بديعة تتجلى اساسا في صورة النجاح الاجتماعي لذا المهاجرعند عودته الى بلده لقضاء العطلة حيث يتفانى في ابراز مظاهر الغنى ,سيارة.هدايا,استثمار في العقار الخ....وكلها مظاهر تغديها وسائل الاعلام المرئية.

    _________________


    مقالات عن اصدار الاستاد عبد الكبير عطوف Allah11

      La date/heure actuelle est Jeu Nov 21, 2024 9:04 am